لقطة اليوم | الورطة الألمانية والسروال الجزائري

14/03/2014

لعب المنتخب الجزائري في ثمن نهائي مونديال البرازيل، وكأنها المباراة النهائية للبطولة وأمام أصحاب الأرض، لعب بروح وإصرار انتهى بصدمة الخروج، فبكى سفيان فيجولي وكأنه خسر من روسيا أو كوريا الجنوبية وليس من المرشح الأول لنيل لقب البطولة على حساب المنظم “ذات نفسه”، وقالت عين المدرب البوسني حليلوزيتش معان لم نراها من مدرب أجنبي في تاريخ الرياضة العربية، تأثره بخسارة الجزائر كان أعنف من حزنه على المستوى المتواضع في المشاركة الأولى لبلده الأصلي في مجموعة الأرجنتين ونيجيريا.
لقطة اليوم | الورطة الألمانية والسروال الجزائري 430670_heroa

لقطة اليوم | الورطة الألمانية والسروال الجزائري 430670_heroa

الجزائر خسرت من ألمانيا وخرجت، لكنها كسبت احترام كل العالم، وكل لاعب من هذه الكتيبة بداية من «ريس وصولاً بإسلام» أسروا قلوبنا وقلوب الملايين حول العالم وليس في الشرق الأوسط فقط، ويكفي رؤية استفتاء صحيفة ديلي ميرور اليوم الذي رشح ريس مبولحي كأفضل حارس في البطولة مع أوتشوا وجوليو سيزار.

لقطة اليوم | الورطة الألمانية والسروال الجزائري 430756_heroa

لقطة اليوم | الورطة الألمانية والسروال الجزائري 430756_heroa

أكثر ما ميز الجزائر في المباراة التي انتهت في ساعة مبكرة من صباح اليوم الثلاثاء الطموح الممتزج بالروح القتالية للاعبي محاربي الصحراء، في رد صارخ منهم على التقليل والاستهزاء المتواصل بقيمة اللاعب العربي خاصةً بعد دخول الشهر الفضيل «رمضان»، فهناك من قال أن الجزائر ستخرج بفضيجة مدوية مثلما سبق وفعلت ألمانيا في السعودية بافتتاح مجموعات مونديال 2002.

نعم، هناك من توقعوا ذهاب فريق خواكيم لوف إلى نزهة تحضيرية لمواجهة فرنسا في ربع النهائي، لكن الجزائر كانت كالغصة في حلقوهم جميعًا، وكادت تتسبب في انهاء رحلة الألمان الذين حالفهم التوفيق «بشكل لا يصدق» في لعبة هدف آندريه شورله الذي لو حاول 100 مرة أن يضع عرضية مولر بهذه الطريقة في شباك «ريس» لفشل وفشل وفشل...

الرسام الكاريكاتيري السلوفاكي الذي يعيش في النمسا «ماريان كامينسكي» سخر من صيام اللاعب العربي المسلم في شهر رمضان أثناء مباراة في كرة القدم برسم سقوط لاعبي الجزائر على الأرض والنتيجة 13/صفر لصالح ألمانيا، معتقدًا أنه سيؤثر على معنويات العرب، لكنها في الحقيقة كانت دافعًا قويًا للبحث عن التأهل إلى ربع النهائي لأول مرة في تاريخ هذا الوطن الذي عانى الأمرين من تصرفات أوروبا ولا يزال يُعاني من تلك الزرعة التي زرعها لهم في المنطقة.

رسمة هذا السلوفاكي، لم تستفزني ولم تؤثر عليّ ولا أعتقدها أنها أثرت في أي شيء على لاعبي الجزائر، فهذا طبع الدول الناطقة بالألمانية، لديهم غرور وعجرفة لا حدود لها، نهايتها مأساوية دائمًا، لماذا؟ البلغار في ال94 لديهم الجواب، والكروات في ال98 لديهم كلمة، والبرازيل في ال2002 فعلوها، والطليان في ال2006 اكملوها، أقول كمان يا ألمان؟ ولا بلاش، خليها الطابق مستور فإسبانيا خرجت الآن، وعمومًا مشوار الجزائر لم ينته، فلا يزال كريم بنزيمة حاضرًا.

لقطة اليوم | الورطة الألمانية والسروال الجزائري 430631hp2

لقطة اليوم | الورطة الألمانية والسروال الجزائري 430631hp2

أكثر ما استفزني بحق ظهور أعداء لنجاح الجزائر من قلب الوطن العربي نفسه، هناك من يقولون أن كل لاعبي الجزائر ولدوا في أوروبا وهم لا يعيشون ظروف المنتخبات العربية، لكن هذا جهل واضح بالبطولة الجزائرية التي تفرز للمنتخب سنويًا مواهب لا حصر لها، فقبل ثلاث سنوات كان سليماني إسلام يتألق مع شباب بلوزداد، ومن قبله سوداني ورفيق حليش وبلكالم وعبد المؤمن جابو، وفي المستقبل القريب إذا حصل على فرصة راقبوا موهبة ابن اتحاد حراش «بونجاح» الذي لمع أكثر في الدوري التونسي مع النجم الساحلي، ولو فرضنا جدلاً أن معظم اللاعبين ولدوا في أوروبا، أليس دمهم عربي؟ ألا يستحقون المؤازرة والاهتمام والشكر على ما حاولوا فعله من أجل رفع رؤوسنا؟.

يقولون أن الألمان «ماكينات» لكن في الحقيقة هم لم يكونوا كذلك في الوقت الإضافي الذي أظهر خلاله ياسين براهيمي وفيغولي مهارات وفنيات أرهقت دفاعات ألمانيا لدرجة جعلت البعض منهم «يلهث» ورأينا كيف أُضطر قائدهم «فيليب لام» لجذب براهيمي من سرواله في مشهد اللاعب العاجز، وهذه هي الصورة التي اخترتها لكم كلقطة لليوم، من أجل تُلخيص الأحداث لمن فاتته المباراة أو لتوثيق الحدث، فهي توضح مدى معاناة الألمان من شجاعة أبناء بلد المليون شهيد في هذه الملحمة التاريخية التي لم ولن ينساها أي عربي..صورة تقول للعالم: هكذا ترشحت ألمانيا بالشد والجذب وطلوع الروح..بعد أن تأهلت من نفس هذا الدور ومن دور الثمانية عام 2010 بمنتهى السهولة على نجوم إنجلترا والأرجنتين (4/1 و4/صفر)!.

	ورطة الألمان تتلخص في تمزيق السروال
	بورتو أليجري - ملعب بيرا ريو - البرازيل \| ألمانيا تهزم الجزائر بشق شق الأنفس بهدفين لهدف في ثمن نهائي كأس العالم 2014، وفعلة لام توضح كل شيء.