سؤل:نلاحظ ان الاسلام في تشريعه حدد اليوم من اذان الفجر الى صلاة العشاء..وقد اعتاد الناس ان يبداوا اعمالهم من الساعة الثامنة صباحا,ويستمرون فيها حتى الثانية عشرة ليلا..فهل في هذا الاختلاف ضرر؟وما هو هذا الضرر؟جواب:حينما يتكلم القران عن الليل والنهار يتكلم عنهما على انهما ايتان من ايات الله تعالى,فالليل للسكن,والنهار لابتغاء الفضل من الله بالعمل.. وحين يؤذن للفجر فقد انتهى وقت السكون وبدا وقت العمل..ووقت الراحة ليس للقضاء على الحركة,وانما هو لتصعيدها ونمائها واستبقائها..وكل ما يخالف ذلك فهو يعني مخالفة النظام الذي وضعه الله للمخلوقات.
ولنا اذن ان نقرر ابتغاء الفضل يكون في فترة الحركة وهي النهار..والراحة في فترة السكون وهي الليل,وهي فترى ضرورية ,لان الانسان له ادراكات ,وكل حاسة لابد لها من فترة راحة,والا
فانها تفقد القدرة على العمل..والذي يخيف علماء العالم:ان العالم مهدد بالصمم,لان الاذن في حالة استقبال دائما وباستمرار.
ولكن الانسان ينقل مهمة النهار الى الليل ,ومهمة الله الى النهار..وهو بهذا ينعكس ويرتد
ويظهر هذا النظم المعمارية الحديثة..التي تعمد الى حجب ضوء النهار,والاستعانة بالضوء الصناعي,بينما الضوء الصحي هو الذي ينبعث مع عدم تعرض البصر لمصدره,مما يتحقق في الشمس دون
تدخل من الانسان
وفي المدن نلحظ ان الليل يزدحم بالحركة مع توفير الضوء الصناعي كمناخ ملائم لها,وذلك عناد لسنة الله في خلقه ,وقضاء على الانسجام القائم بين الانسان والكون.
ومن هنا يتضح لنا استيقاظ الانسان مع قدوم النهار,ونومه مع قدوم الليل قانون طبيعي ينطبق على جميع البشر .. وحين يصدع الداعى بذان الفجر يكون ذلك ايذانا للمسلم بانتهاء وقت سكونه وابتداء وقت حركته..وكانه يقول له:استقبل يومك بحركة مبرورة مباركة بالاستجابة لنداء من خلقك
والتشريع الالهي يقول:ان من استغنى عن بعض الوقت المخصص لراحته ليلا عليه ان يجتهد فيه الله تعالى..
{كانو قليلا من الليل ما يهجعون,وبالاسحار هم يستغفرون}
الخميس مارس 26, 2015 2:08 am
.gif "مشرف")
موضوع: تشريع الاسلام والحياة العلمية 
.gif "صاحب الموقع")
