نجح منتخب هولندا في تحقيق فوزه الثالث باستغلال أخطاء الشيلي والتغلب عليه بثنائية نظيفة في المباراة التي جمعت بينهما على ملعب آرينا كورينثيانس، ليتصدر بذلك المجموعة الثانية من نهائيات كأس العالم 2014 بالبرازيل.


الصبر قوة هولندا
دخل المدير الفني لمنتخب هولندا لويس فان خال مباراة اليوم أمام الشيلي بتغييرين إلى جانب غياب فان بيرسي بسبب الإيقاف، وعقد العزم على هزم منتخب تري كولوريس وكسر القاعدة التي بدأ البعض يألفها في البرازيل وهي أن المنتخبات الأوروبية لن تقوى على الأمريكية الجنوبية والشمالية في مناخ البرازيل.

فان خال كسر هذه القاعدة وبنفس الطريقة التي هزم به إسبانيا، معتمداً على الدفاع المنظم والمرتدات، لكن أهم شيء جعل المنتخب البرتقالي يفوز، تحليه بـ"صبر أيوب" وانتظار حدوث أخطاء في دفاع الخصم، ليتكّرر في لقاء اليوم ما حدث أمام إسبانيا بمرتدات سريعة واستغلال جيد للكرات الثابتة وأخطاء التغطية.

فالمنتخب الهولندي ليس فريقاً فنياً أو بدنياً، إنما فريق تكتيكي بحث، يهدف إلى منع الخصم من فرض أسلوب لعبه بارتكاب أخطاء كثيرة على المهاجمين ولاعبي الوسط، كما أنه يلعب بخطوط متقاربة ولاعبوه يقدّمون الكثير من التضحيات في الملعب، وكل واحد منهم مستعد للعب في مركز غير مركزه المعتاد.

وقد نجح فان خال في إثبات جديته في العمل قبل انتقاله لتدريب مانشستر يونايتد، حيث استطاع أن يجعل من المنتخب الهولندي واحداً من الفرق الأكثر جاهزيةً للذهاب بعيداً في مونديال البرازيل، إذ بات من الواضح أن اللياقة البدنية للاعبيه عالية جداً ويمكنهم مجاراة أي "مدرسة كروية" أخرى طيلة 90 دقيقة.

ومن بين الأشياء التي دفعت "الخال" للاعتماد على خطة 3-4-1-2 والتي تتحوّل عند افتقاد الكرة إلى 5-3-2 امتلاكه صاروخين في الأمام، يمتازان بالسرعة القصوى والتسديدات التي لا تصد ولا ترد، كما أنهما من أنجح اللاعبين على الأطراف ويستطيعان خلق فرصة من لا شيء بالمراوغة أو التمريرة القاتلة.
الاستحواذ أصبح موضة قديمة
تفوق المنتخب الشيلي على نظيره الهولندي من حيث الاستحواذ، لكنه لم يكن ذا فاعلية كبيرة في الهجوم بسبب الحصار الذي طُبق على أليكسيس سانشيز وإدواردو فارجاس.. وهذا لا يعني أبداً أن فريق سامباولي لم يظهر بمستوى جيد، إلا أن الغلطتين الوحيدتين لدفاعه وحارسه استغلها جيداً المنتخب الهولندي وسجل هدفين.

ويستطيع المنتخب الشيلي تحسين أدائه الهجومي أثناء الحصص التدريبية المقبلة، ودفاعه ليس سيئاً إلى تلك الدرجة ويمكنه الظهور بشكل أفضل وبدون أخطاء.. أما المنتخب الهولندي، فقد يخشى مواجهة منتخب مثله، منتخب يلعب بنفس التكتيك.. كما عليه أن يخشى مواجهة منتخبات قوية جداً في الوسط كفرنسا أو تلك التي تمتلك آلة هجومية فتّاكة كألمانيا.. فمع هؤلاء، لن يكون من المُجدي التحلي بـ"صبر أيوب" طيلة 90 دقيقة.

ما حدث اليوم أمام الشيلي وفي المباراة الأولى أمام إسبانيا لن يتكرّر أمام منتخب قليل الأخطاء ولديه نقاط قوة كبيرة في الوسط والهجوم، وهذه النقطة تجرّنا إلى ملاحظة أخرى وهي أن المنتخب الهولندي لا يستطيع اللعب بطريقة أخرى غير هذه.. وما فعله الهولندييون أمام الإسبان مثلاً، كان بإمكان الجزائر تكراره أمام بلجيكا لولا الخوف المبالغ فيه من خليلوزيتش وعدم مجازفته في المرتدات أو حتى الكرات الثابتة!

موضوع رائع بوركت